اختراعات إماراتية مميزة بمعرض سويسري دولي
تامر أبو العينين-جنيف
حظيت أول مشاركة لدولة الإمارات العربية بالمعرض الدولي للاختراعات في جنيف بنجاح ملحوظ إذ تمكن أربعة باحثين بجامعة الشارقة من الحصول على ذهبية وفضيتين عن اختراعاتهم التي اهتمت بتحليل بعض المواد الغذائية بالتعرف على خواصها عبر الموجات فوق الصوتية.
الاختراع الأول الذي قدم بالمعرض المنعقد من الثاني إلى السادس من أبريل/ نيسان الجاري، عبارة عن جهاز بحجم بطاقة الائتمان، يسمح بالتعرف على نوعية اللحوم إن كانت من البقر أو الخنزير أو من أي حيوان آخر، وهو من اختراع عواد الخلف وحسين المهدي وإبراهيم كامل.
ويقول عواد الخلف للجزيرة نت "إن هذا الجهاز يفيد المسلمين في الغرب، إذ يسهل عليهم التعرف على نوع اللحم قبل الشراء".
ويضيف زميله إبراهيم كامل "كل نسيج حيواني له مكونات خاصة به تماما مثل البصمة، وقمنا بجمع تلك البصمات من أنواع اللحوم المختلفة وتخزينها في البطاقة، وما أن يتم تعريض اللحم للموجات فوق الصوتية حتى يقوم الجهاز بمقارنتها مع البيانات المتوفرة لديه، ليظهر اسم الحيوان على الشاشة مباشرة".
وقد لقي هذا الاختراع إقبال عدد غير قليل من المستثمرين من زوار المعرض الذين أعربوا عن استعدادهم لتصنيعه وتسويقه.
فائدة إستراتيجية
وقال أحد المستثمرين الألمان للجزيرة نت "إن أهميته لا تقتصر فقط على المسلمين بل على المستوردين ورجال الجمارك والرقابة على الأغذية للقضاء على حالات الغش التجاري في أوروبا".
وأشار إلى أن مشاكل عدة من هذا القبيل منها خلط لحوم البقر المستخدمة في الشاورما بالخنزير، وعدم دقة مكونات اللحم المفروم، وفضيحة أحد المذابح الذي كان يورد لحم القطط على أنه أرانب.
وبنفس الفكرة، صمم هؤلاء المخترعون جهازا آخر يمكن عبره معرفة ما إذا كان اللحم مذبوحا أم لا.
لكن لجنة التحكيم فضلت منح ميدالية ذهبية للاختراع الإماراتي الثالث من تنفيذ معمر بالطيب وعواد الخلف وأنس يوسف، حيث يكشف نسبة وكثافة السكر في المأكولات، وهو ما يساعد المرضى في معرفة ما إذا كان الغذاء مناسبا لهم أم لا، كما يساعد في إعداد وجبات مناسبة لمتبعي أنظمة الحمية الغذائية.
نجاح ومسؤولية
وقد تلقى المخترعون الأربعة دعوات من الصين وماليزيا وإيطاليا لعرض ابتكاراتهم هناك، كما حصلوا على عضوية المنظمة الدولية للمخترعين "ifia" تقديرا لابتكاراتهم، التي ثمنتها منظمة حماية الملكية الفكرية الدولية بخطاب شكر خاص تقديرا لجهودهم في حل مشكلة تهم شريحة عريضة من المستهلكين في العالم بأسره.
ويلقي النجاح الذي حظي به المشاركون العرب في معرض جنيف الدولي للاختراعات بتساؤلات عن كيفية الاستفادة المثلى من الابتكارات التي يتوصل إليها الباحثون العرب بشكل عملي يضمن تسويقها مع الحفاظ على حقوقهم المالية والأدبية.
ويقول بالطيب للجزيرة نت إن العلماء يهتمون عادة بالبحث العلمي والتجارب وليس لديهم خبرة في التسويق أو غيره، وبالتالي فما أن يتم التوصل إلى اختراع وتسجيل براءته حتى يتنفس الباحث الصعداء ليبدأ رحلة جديدة في البحث والابتكار.
وقال أحد الباحثين العرب –طلب عدم الإفصاح عن هويته– إن "الاهتمام بالبحث العلمي والابتكارات من صميم الأمن القومي التي يجب على الدول العربية الاهتمام بها".
ولفت إلى تسرب تلك الاختراعات إلى الغرب ليحقق المكاسب الاقتصادية والمعنوية في آن واحد قائلا "من سيعرف بعد اليوم أن هذا الاختراع إماراتي أو سعودي؟ بل سيتم التعامل معه على أنه ابتكار أوروبي وما علينا سوى استهلاكها بأسعارهم".
المصدر: الجزيرة
تامر أبو العينين-جنيف
حظيت أول مشاركة لدولة الإمارات العربية بالمعرض الدولي للاختراعات في جنيف بنجاح ملحوظ إذ تمكن أربعة باحثين بجامعة الشارقة من الحصول على ذهبية وفضيتين عن اختراعاتهم التي اهتمت بتحليل بعض المواد الغذائية بالتعرف على خواصها عبر الموجات فوق الصوتية.
الاختراع الأول الذي قدم بالمعرض المنعقد من الثاني إلى السادس من أبريل/ نيسان الجاري، عبارة عن جهاز بحجم بطاقة الائتمان، يسمح بالتعرف على نوعية اللحوم إن كانت من البقر أو الخنزير أو من أي حيوان آخر، وهو من اختراع عواد الخلف وحسين المهدي وإبراهيم كامل.
ويقول عواد الخلف للجزيرة نت "إن هذا الجهاز يفيد المسلمين في الغرب، إذ يسهل عليهم التعرف على نوع اللحم قبل الشراء".
ويضيف زميله إبراهيم كامل "كل نسيج حيواني له مكونات خاصة به تماما مثل البصمة، وقمنا بجمع تلك البصمات من أنواع اللحوم المختلفة وتخزينها في البطاقة، وما أن يتم تعريض اللحم للموجات فوق الصوتية حتى يقوم الجهاز بمقارنتها مع البيانات المتوفرة لديه، ليظهر اسم الحيوان على الشاشة مباشرة".
وقد لقي هذا الاختراع إقبال عدد غير قليل من المستثمرين من زوار المعرض الذين أعربوا عن استعدادهم لتصنيعه وتسويقه.
فائدة إستراتيجية
وقال أحد المستثمرين الألمان للجزيرة نت "إن أهميته لا تقتصر فقط على المسلمين بل على المستوردين ورجال الجمارك والرقابة على الأغذية للقضاء على حالات الغش التجاري في أوروبا".
وأشار إلى أن مشاكل عدة من هذا القبيل منها خلط لحوم البقر المستخدمة في الشاورما بالخنزير، وعدم دقة مكونات اللحم المفروم، وفضيحة أحد المذابح الذي كان يورد لحم القطط على أنه أرانب.
وبنفس الفكرة، صمم هؤلاء المخترعون جهازا آخر يمكن عبره معرفة ما إذا كان اللحم مذبوحا أم لا.
لكن لجنة التحكيم فضلت منح ميدالية ذهبية للاختراع الإماراتي الثالث من تنفيذ معمر بالطيب وعواد الخلف وأنس يوسف، حيث يكشف نسبة وكثافة السكر في المأكولات، وهو ما يساعد المرضى في معرفة ما إذا كان الغذاء مناسبا لهم أم لا، كما يساعد في إعداد وجبات مناسبة لمتبعي أنظمة الحمية الغذائية.
نجاح ومسؤولية
وقد تلقى المخترعون الأربعة دعوات من الصين وماليزيا وإيطاليا لعرض ابتكاراتهم هناك، كما حصلوا على عضوية المنظمة الدولية للمخترعين "ifia" تقديرا لابتكاراتهم، التي ثمنتها منظمة حماية الملكية الفكرية الدولية بخطاب شكر خاص تقديرا لجهودهم في حل مشكلة تهم شريحة عريضة من المستهلكين في العالم بأسره.
ويلقي النجاح الذي حظي به المشاركون العرب في معرض جنيف الدولي للاختراعات بتساؤلات عن كيفية الاستفادة المثلى من الابتكارات التي يتوصل إليها الباحثون العرب بشكل عملي يضمن تسويقها مع الحفاظ على حقوقهم المالية والأدبية.
ويقول بالطيب للجزيرة نت إن العلماء يهتمون عادة بالبحث العلمي والتجارب وليس لديهم خبرة في التسويق أو غيره، وبالتالي فما أن يتم التوصل إلى اختراع وتسجيل براءته حتى يتنفس الباحث الصعداء ليبدأ رحلة جديدة في البحث والابتكار.
وقال أحد الباحثين العرب –طلب عدم الإفصاح عن هويته– إن "الاهتمام بالبحث العلمي والابتكارات من صميم الأمن القومي التي يجب على الدول العربية الاهتمام بها".
ولفت إلى تسرب تلك الاختراعات إلى الغرب ليحقق المكاسب الاقتصادية والمعنوية في آن واحد قائلا "من سيعرف بعد اليوم أن هذا الاختراع إماراتي أو سعودي؟ بل سيتم التعامل معه على أنه ابتكار أوروبي وما علينا سوى استهلاكها بأسعارهم".
المصدر: الجزيرة